اللوبي العربي في أمريكا ج2

انعكاس الاحداث القومية على الجالية العربية

  • انعكاس الاحداث القومية على الجالية العربية

اخرى قبل 3 سنة

اللوبي العربي في أمريكا ج2

انعكاس الاحداث القومية على الجالية العربية

د.سالم سرية – اكاديمي وكاتب (فلسطين )

يمكن القول من الناحية التاريخية ان هناك عدة احداث وقعت في المشرق العربي كان لها انعكاسا واضحا على الاوضاع السياسية والمعاشية للجالية العربية في امريكا .حيث ان هذا الانعكاس قد انجب حوالي خمسين منظمة سياسية والفاعلة منها حوالي ستة عشرة(1) سنتطرق الى بعضها وظروف ولادتها .ولكن كل ذلك لم يشكل لوبيا عربيا يحسب له حساب حتى عام 2000 حين اعلنت الصحف الامريكية انذاك عن ولادة لوبي عربي حين قام كِلا المرشّحين الجمهوري والديموقراطي للرئاسة، بوش الابن وآل غور بالزيارة الاولى لاجتماع ينظّمه المركز العربي الأميركي بالاشتراك مع منظّمات عربية أخرى تحت عنوان المؤتمر القيادي الوطني (National Leadership Conference) محاولين الحصول على أكبر عدد من أصوات العرب الأميركيين .

وعودة الى صلب الموضوع نقول ان الاحداث الممتدة بين عام1967 وعام2000 قد شكلت ظروف التكون الجنيني لهذا الوليد(اللوبي العربي) المتصارع مع لوبيات بعض الانظمة العربية في امريكا كما سنبين لاحقا.

اولا :كانت هزيمة حزيران67 حافزا لتأسيس جمعية العرب الأميركيين خريجي الجامعات (Association of ArabAmerican university graduates) والتي تهدف للوصول إلى معرفة أفضل للعلم والثقافة العربيين داخل المجتمع الأميركي وذلك من خلال المنشورات والمؤتمرات والحوارات وما شاكل، وقد انضم إلى هذه الجمعية نخبة من كبار المفكّرين أمثال إدوارد سعيد وابراهيم أبولغد وهشام شرابي وغيرهم. (أقفلت أبوابها سنة 2000 لأسباب مالية) .و بعد خمس سنوات على هزيمة ١٩٦٧ ، تأسس المجلس القومي للعرب الأمريكيين NAAحيث تأسس المجلس وفق نمط الايباك وجعل هدفه الرئيسي التأثير في السياسة الخارجية للولايات المتحدة وكان مؤسسوه نخبة معروفة من الاختصاصيين البارزين من ذوي الأصول العربية للاحتجاج على السياسات الأمريكية في الدعم غير المشروط لإسرائيل. (2)

ثانيا : كانت نقطة التحول الثانية سنة ١٩٧٨ مع الابيسكام ABSCAM ، أو ما سمي بفضيحة عبد الكريم، حين جرى قبول عملية تضليل عملاء فدراليين بدعوى محاولة شيخ غامض من الخليج رشوة أعضاء من الكونغرس . وكان المناخ جاهزاً لعملية من هذا النوع بسبب الحظر النفطي في أعقاب حرب ١٩٧٣ وتصوير العرب كمشايخ طمّاعين. وبحسب بريجنسكي، مستشار الأمن القومي للرئيس جيمي كارتر، فقد كان للحظر »تأثير ظاهر على الحياة اليومية لكل أمريكي تقريباً، وبطريقة لم يشعر بها سابقاً في أوقات السلم في أعقاب ال »أبسكام« وتبيّن حجم التضليل والتمييز المقصود فيها. (3).

ثالثا: انعكاس حرب الخليج الأولى عام1991: لقد كانت الأعمال العنصرية ضدّ العرب محدودة نسبيّاً قبل عام 1985 تتلخّص معظمها في دعايات وبرامج إذاعية وتلفزيوني وسينمائية شوّهت سمعة العرب وحقرت ثقافتهم ولكن هذه الأعمال سرعان ما تحوّلت إلى أعمال عنف طالت أعداداً متزايدة من العرب الأميركيين. ووصلت هذه الحوادث العنفية إلى حدود بعيدة بعد عام1991 فبينما لم يتجاوز عدد هذه الحوادث أربعة في النصف الأوّل من سنة 1990 ، قفز هذا العدد إلى 35 حادثة في النصف الثاني من السنة نفسها وإلى 119 حادثة في السنة التالية، ولم ينج من ذلك جنسيات سمراء أخرى حتى أن شاباً كويتياً يعمل في إيصال البيتزا إلى المنازل، لقي حتفه على يد مجموعة من الشباب الأميركيين المحتجّين. (4)

.لقد تركت المواقف المتعارضة من حرب الخليج انقساماً بين منظمات العرب الأمريكيين: ففيما أيدت NAAA ) و AAI (ولهما صلات خليجية واسعة الحرب، عارضتADC الحشد الأمريكي في الخليج . كما أسهم التفجير الذي وقع في مركز التجارة العالمية بسيارة مفخخه عام١٩٩٣ ، والذي اتهم فيها سبعة مسلمين بالتخطيط، لتدمير مبنى الأمم المتحدة ومعالم أخرى في نيويورك، بالربط بين العرب أو المسلمين والإرهاب حيث دفع ذلك التفجير إدارة كلينتون إلى المزيد من الإجراءات القاسية ضد الإرهاب. ولم يتردد الإعلام الأمريكي في ربط تفجير أوكلاهوما سنة ١٩٩٥ بالعرب ، مع أنه كان من عمل أمريكي هو تيموثي ماكفاي. ان كل ذلك كان سبباً لخطوة كبيرة إلى الوراء للنشاط السياسي للعرب الأمريكيين. وخلال هذه الفورات العنصرية ضد العرب الأميركيين، أسّس هؤلاء عدداً من الجمعيات لمحاربة العنصرية ضدّهم، وكان ابرزها (American Arab Anti-discrimination Committee)اي مجموعة مناهضة التمييز العنصري ضد العرب والتي أسسها السيناتور العربي الأميركي السابق جايمس أبو رزق سنة 1980. وتعتبر اللجنة نفسها منظمة تُعنى بالحقوق المدنية للعرب الأميركيين تقوم بحماية مصالحهم والتعريف بثقافتهم، وقد وسّعت عملها بعد الانتفاضة الأولى في فلسطين من خلال استحداث فرع يُعنى بالشق القانوني للمشكلات التي تُعرض عليها وتوفير المحامين لهذه الحالات، كما فتحت فرعاً لها في القدس.(5)

رابعا : الهجوم على مركز التجارة الدولية في نيويورك في ١١ سبتمبر/ ٢٠٠١.

. ففي السنة التي تلت الحادثة، تصاعدت أعمال العنف ضدّ العرب الأميركيين إلى أن وصلت، إلى 1717 حادثة حسب قول المؤسسات الإسلامية الأميركية أي حوالى 17 ضعف ما وصلت إليه عام 1991 (6) كما ادى ذلك لازدياد التصنيف العرقي والتدقيق في الملفات حيال العرب الأمريكيين والمسلمين الأمريكيين. ومع »القانون الوطني « الذي وقع في ٢٦ تشرين الأول/أكتوبر سنة ٢٠٠١ غدا التصنيف العرقي هو القاعدة. ففي عام٢٠٠٣ ، طلبت الحكومة الامريكية من كل الرجال ذوي الأصول الشرق الأوسطية عدا (اسرائيل) ، التقدم لمكاتب التسجيل، وبعضهم جرى توقيفه وترحيله نتيجة ذلك. لقد وضع القانون الجديد نشاط العرب الأمريكيين تحت المراقبة، مما جمّد محاولاتهم السابقة لتنظيم أنفسهم وتشكيل قوة انتخابية وازنة بهدف التأثير في سياسات الحكومة .لقد وضعت أحداث ١١ / ٩ وما تلاها العرب والمسلمين في الولايات المتحدة في قارب واحد، وبات ينظر إلى كل العرب باعتبارهم مسلمين. (7)

ونتابع الحديث عن اللوبي العربي في الجزء الثالث .

الهوامش:

1- https://en.wikipedia.org/.../Arab_lobby_in_the_United_States

2- رياض طبارة-سفير لبنان في واشنطنسابقا-اللوبي العربي في امريكا

3- د.دانية قليلات الخطيب- -اللوبي الخليجي العربي ص52-57-اطروحة دكتوراة ورابط التحميل للكتاب باللغة العربية:

https://www.elsiyasa-online.com/.../Download-the-book-the...

4- طبارة مصدر سابق

5- الجاليات العربية في الولايات المتحدة و دورهم في المجتمع الأميريكي- www.sirroline.org

5-ميخائيل سليمان، »الجالية العربية في الولايات المتحدة، « المستقبل العربي، العدد ٢٠٩ تموز/يوليو 1996 ص77

6- د.فارس النداف ) مجلة جامعة تشرين -الآداب والعلوم الإنسانية المجلد3 العدد 6 عام2014

7- . -حمد حمود, محددات الموقف الأمريكي من قضية الشرق الأوسط, مجلة السياسة الدولية, عدد149 , يوليو2002 , ص84-87

التعليقات على خبر: انعكاس الاحداث القومية على الجالية العربية

حمل التطبيق الأن